طغى حكام العرب منذ نصبهم الاستعمار على الكراسي أو منذ أفلسوا سياسيا بعد أن تمكنوا من السلطة باسم الشعب والحرية والعداله، اجل طغوا واستبدوا فعبدوا الطريق من حيث يدرون أو لا يدرون لعودة ذئب الامبريالية في ثوب ليلى العامرية، 0
لكن من الضروري أن نعي أن طغيان الحكام لم يكن نتيجة قوة بطشهم الذاتية فقط وإنما وربما هو الأهم، كان نتيجة دعم الامبريالية لهم من جهة ونتيجة ضعف قدرة القوى الديمقراطية والتقدمية على القراءة الموضوعية للتطورات والمستجدات على امتداد الوطن العربي بحيث استكانت هذ القوى في معظمها للقاعدة القاتلة التي تقول ليس في الامكان ابداع أحسن مما كان،0
والآن على الجميع أن يلحظ نتيجة كل ذلك المتمثل في تساقط حكام العرب غير المأسوف عليهم بل المغضوب عليهم من جهة، ومن جهة أخرى الانتفاخ غير الطبيعي في شعبية الحركات الدينية التي تناور بشكل مكشوف لتبيع للشعب مقولات القوى الديمقراطية والتقدمية في الديمقراطية والحرية والعداله وهي منها براء. ويستدل علي ذلك من قراءة ما بين السطور لمقالات كتابها ودعاتها وحتى لكبار قاداتها، فقد قال الغنوشي في مقالة له قبل حوالي 6 سنوات أن التجربة التاريخية تؤكد أن الشعوب العربية والاسلامية لا تلبي إلا مقولات المشايخ من الفقهاء وأهل الافتاء، وهذا يعني أن نهاية المطاف للحركة الدينية في نظره هي العودة للأحكام الفقهية التي عفى عليها الزمن.
إن كل من يقول بغير ذلك مستندا الى تجربة الحركة الدينيه في تركيا وقبولها بالمنهج العلماني يغفل أن ذلك جاء نتيجة طبيعية لقوة القوى العلمانية في تركيا، بمعنى أن الحركة الدينية في تركيا سرعان ما تنقلب على العلمانية في اللحظة التي تنهار فيها قوة التيار العلماني وتتغول الحركة الدينية عليها، ولعل هذا ما يفسر تصريحات الغنوشي الأخيره حول احترامه لحقوق المرأة التونسية ولجميع الحقوق الكتسبة للشعب التونسي،0
إن كل من يقول بغير ذلك مستندا الى تجربة الحركة الدينيه في تركيا وقبولها بالمنهج العلماني يغفل أن ذلك جاء نتيجة طبيعية لقوة القوى العلمانية في تركيا، بمعنى أن الحركة الدينية في تركيا سرعان ما تنقلب على العلمانية في اللحظة التي تنهار فيها قوة التيار العلماني وتتغول الحركة الدينية عليها، ولعل هذا ما يفسر تصريحات الغنوشي الأخيره حول احترامه لحقوق المرأة التونسية ولجميع الحقوق الكتسبة للشعب التونسي،0
ومن هنا نجد أن بعض أجنحة الحركة الدينية في الوطن العربي حين تتاح لها الفرصة تظهر بشاعتها بكل صلافه إلى درجة تجد بعضهم يبرر العمل الوحشي المشين الذي اقترفته مثل هذه الأجنحة في ليبيا حين عذبت الديكتاتور السفاح معمر القذافي بإدخال العصا في استه وهو حي يرزق بحجة أنه هو من بدأ في تعذيب الشعب وبالتالي فالسن بالسن والعين بالعين،أتساءل هل يمكن للوحوش أن تفعل بالإنسان أكثر من ذلك ؟؟؟
إن هذه الوقائع لا تتيح أي طريق لأي ديمقراطي علماني في الوطن العربي وخاصة في تونس سوى تجريم التحالف مع أي حركة دينية في الحكم وبناء تحالف ديمقراطي علماني لمواجهة الخطر المحدق بالعرب المتمثل في العودة للقرون الوسطى، إن أي ابتعاد عن هذا الفهم في معالجة ما بعد سقوط طغاة الحكم العربي سيؤدي لا محالة إلى كارثة ليس فقط على المستوى الاجتماعي والاقتصادي وإنما سيتوج ذلك في النهاية بسقوط سياسي مريع في أحضان الامبريالية،0
فالولايات المتحدة الأمريكية درست منذ فترة 6 سنوات إمكانية التفاهم مع ما يطلق عليها الحركات الاسلامية المعتدلة على غرار التعاون القائم مع الحركة الدينية التركية وقد أوصت دراسة من معهد كارنيجي للسلام في واشنطون في حينه أن يتم العمل على تحقيق ذلك مع حركة الإخوان المسلمين، إن الأمر نكاد نلمسه في كل مواقع الربيع العربي وهو ما يستلزم من القوى الديمقراطية العلمانية التصدي له من خلال العمل الديمقراطي الموحد القائم على الإبداع و تجنيد كل الطافات والجهود لحماية دماء الثورات العربية في كل المواقع، 0
لعل التشرذم الذي ظهر في فلول اليسار التونسي و العلمانيين عموما هو ما فتح أجنحة النهضويين " الخوانجيّة" في تونس فأتى انتصارهم مزلزلا رغم أن نسب التصويت لم تتجاوز 60في المائة من مجمل المسجلين ...لعل هذه الهزيمة توحد القوى الديمقراطية و العلمانية في اتجاة محاصرة الفكر السلفي و الإستبداد الديني
ردحذفتحياتي الفاضل الحلاج
ردحذفرغم خسارة الديمقراطيين والتقدميون الانتخابات، فهناك في تقديري فرصة مستقبلية لفهم الدروس كما ذكرت، لكن المهم أن لا يتم تشكيل حكومة برئلسة الإخوان المسلمين، لا يجوز منحهم غطاء للتستر فيه حتى يتغولوا ، لا بد من مواجهنهك ديمقراطيا وثقافيا حتى يتم تجنيب الشعب ويلات القرون الوسطى
حقا لك أيها الحلاج الفاضل فهما هميقا للمشكلة
مع التقدير والحب
أتفق معك في أمور كثيرة ومنها أن طغيان الحكام لعب دورا مهما في القضاء عليهم، ولكن كما ذكرت فإن للشعوب أيضا دور فاعل في ضعفها وصمتها وعدم تحركها أعتقد أن الحكام ظنوا أن هذا الحال لن يتغير فاعثوا فسادا وظلما وبطشا في شعوبهم ولكن نسوا أن على الباغي تدور الدوائر وأن ساعتهم قد حانت وأن فترتهم قد انتهت ما نعيشه من ثورات هو رائع لأننا طالما طمحنا أن تتحرك هذه الشعوب وتقول ولو لمرة واحدة لا كان هذا بالنسبة للكثيرين مجرد حلم ولكنه الآن أصبح واقعا ذلك المالك للكرسي المستبد الظالم لشعبه أصبح يزول بإرادة شعب جبارة
ردحذفما حققته الشعوب كان رائعا جدا ولكن الأروع أن يحافظوا عليه وأن يعرفوا الطريق الصحيح وأن يكملوا المشوار نحو الحرية التي ضحوا من أجلها والتي كانت سبب هذه الثورات فهي تستحق الكثير
أقول للحكام:
لكل شيء إذا ما تم نقصان فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دول من سرّه زمن ساءته أزمان
وأقول للشعوب:
وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق
مقال رائع جدا
شكري كله وجزيله لك
دمت دائما بكل الخير
تحياتي صدديقتي الفاضلة منال
ردحذفحروفك تحكي لنا درةسا وعبر
من وعيك العالي
من فخمك الصادق يأتينا الخبر
مع التقدير والحب