الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011

وردة وحجر ........ د. يوسف عبدالحق


ظل صامتا طيلة الدهر وهو يكبت في داخله قهرا متفاقما، طفح
به الكيل وهو يراها أمامه تزداد ينوعا وعطاء بينما هو يواصل
 ركوده وتكلسه بل تحجره،

وفي لحظة جمع كل قواه وسألها، أنا وأنت يغشانا نفس الليل،
 ويسطع علينا ذات النور، ونغتسل ونستقي من غيث واحد،
 ونتنفس من نسيم ذات الجبال والوديان والهضاب والبحار، ومع
 ذلك أراك يوما إثر يوم تتألقين اخضرارا وعطرا وثمارا تجذب
كل مخلوقات الكون صغيرها وكبيرها تستمد منك السعادة
 وتحيطك بالعناية،

 في حين أجد ذاتي في تدهور مستمر لا ينالني
من الجميع غير مداساتهم ولعناتهم بل وضرباتهم تسحق
 كل وجودي، فهلا شرحت لي كيف كان ذلك؟

أجابته مبتسمة ويحك، أتقارن ذاتك بذاتي، أنا عاشقة النور مع
 خيوط الفجر، أطاول السماء تفتحا صاعدة مع شعاع النور فوق
كل سماء، منفتحة لكل المخلوقات أعطيها وتعطيني، متلهفة
لنجوم الليل أضمها وتضمني، متلفعة بالنسيم ليلا ونهارا أقبله
 ويقبلني، مندفعة نحو كل المطر رذاذا وشلالا أحتويه ويحتويني،
 
أما أنت يا جلمود الكون تلفلف ذاتك في ذاتك، وتترك النور
 ينعكس عليك مقفلا قلبك وعقلك عن كل شعاعه، مغلقا كلك عن
كل ما حولك، غير آبه بالنسيم العليل يدق جدران عقلك وقلبك،
مهملا كل المطر يجرفك لكل البحار وكل الوديان العميقة، 
 ليطمرك ركام الدهر تحت أنقاضه، فتصبح عقبة كأداء للنور
 والنسيم والمطر، وفي النهاية يسحقك البشر،

باختصار أنت حجر الوحشنة أنا وردة الأنسنة ، فأين الثرى من الثريا!!!!       

هناك 6 تعليقات:

  1. تحياتي دكتوري الفاضل
    عمر الإنسان ـ بنظري ـ لا يقاس بعدد سنواته وأيامه وإنما يقاس بمقدار عطائه ومنحه ومساعدته للآخرين حتى ذلك الوجود وما به من تعدد اتجاهات هو مرهون بالدرجة الكبيرة بماذا قدمنا وماذا أفدنا ومن أفدنا
    لينتا جميعا نكون ذلك البلسم الشافي لبني البشرية جمعاء ليتنا نمنح دون انتظار مقابل وليتنا نتخذ من الطبيعة معلما لنا بمنحها كل ما تملك دون أن تنتظر مقابلا من أحد مع العلم أنها لو فعلته لأمتنعت منذ عصور عن تقديم خيراتها
    أن الحياة حبتك كل كنوزها لا تبخلن على الحياة ببعض ما

    نتميز بالمحبة وحفرها بقلوب الآخرين
    نتميز بالاستقبال الحار عند مجيئنا
    نتميز عندما يفتقدنا الآخرون ويلاحظون غيابنا
    نتميز بذلك الشعاع الذي يربطنا بمن حولنا
    نتميز بذلك السحر الذي يحل على الآخرين حال وجودنا
    ونتميز بما نزرعه بقلوب الآخرين ليثمر لنا تقديرا واحتراما


    ما كتبته في مقالك كان رائعا جدا عرضت من خلاله أفكارا ترسم لنا طريقا قويما في المحبة وأسلوبا رائعا لذلك العطاء الذي يحفر عملنا واسمنا في الذاكرة


    لك مني كل الشكر والتقدير والمحبة
    دمت بكل الخير

    ردحذف
  2. تحياتي صديقتي الفاضلة منال الخير والبركات
    أتفق معك تماما فيما ذهبت إليه في حياة الانسان وأضيف أن قيمة الإنسان في حياته ومماته متباينة، فهو قد يكون كجرد رقم يأتي ويزول، أو قد يكون وحشا ينضم إلى تاريخ الوحشنة أو يكون مؤنسن يساهم في بناء الأنسنة ، وهنا العطاء يكون بلا حدود ولكن بهدف واضح حازم هو بناء مجتمع الأنسنة، وفي هذه الحالة يصطدم مع الوحشنة فيعطي بلا حدود ولا مقابل للتصدي للوحشنة،
    أراك دوما مقتدرة في تحليل ما يجري من حولنا
    مع التقدير والحب
    يوسف

    ردحذف
  3. اقدم لكم أجمل التهاني والتبريكات بمناسبة ذكرى رأس السنة الهجرية الجديدة فعــام مــــبارك ســـــعيد ، علينا وعليكم شـهيد ، وكل عام وأنتم ونحن بألف ألف خير ،

    ردحذف
  4. الشاعرة الصغيرة23 ديسمبر 2011 في 8:42 ص

    الى صاحب التميز والأفكار النيرة ..أزكى التحيات وأجملها..وأنداها

    وأطيبها..أرسلها لك بكل ود وحب وإخلاص..

    تعجز الحروف أن تكتب ما يحمل قلبي من تقدير واحترام..وأن تصف ما اختلج بملء فؤادي من ثناء واعجاب..فما أجمل
    أن يكون الإنسان شمعة تُنير دروب الحائرين.مات الاكثر من رائعة "الشاعرة الصغيرة"

    ردحذف
  5. أيتها الشاعرة الصغيرة وصغيرتي
    شكرا لك على الاهتمام بكل ما يدور من حولي
    سلمت أيتها الرائعة

    ردحذف
  6. تحياتي الشاعرة الصغيرة في عمرها الكبيرة في فنها

    حين قرأت عمق المعاني الصادقة في سطورك ثم رأيت ومضة إبداع الاستاذة منال في تفاعلها المؤثر عميقا مع حرفك،صدقا احترت بين الجهر بتفاعلي أو طيه في في عالمي لقزميته أمام عملقة عطاء حروف منال، ورغم ذلك عاودني الهاجس يقول لا تكن حفار قبور للحرف المبدع من هذه الشاعره فنطقت أقول طوبى لك يا فاضلة
    مع التقدير والحب

    ردحذف