الاخوانية الاسلامية والتفكير التنويري ..... د. يوسف عبد الحق
الاخوانية الاسلامية والتفكير التنويري
يوسف القعيد
تتكرر في الربيع العربي منذ تفجره أعراض أفدح
خطرين علينا وهما الظلامية الدينية من جهة والوحشنة الامبريالية الأمريكية الصهيونية من
جهة أخرى، جعلت الوجشنة الامبريالي ثانيا ليس لأنها أقل خطرا من الظلامية الدينية،
فالامبريالية هي الخطر الماحق على الربيع العربي ولكنها لا يمكنها ان تجد لها مكان
بيننا بدون الثغرات الفتاكة داخلنا وأهعمها ثغرة الظلامية الدينية ومنبعها الإخوانية
الاسلامية وهي موضوع هذه المقالة.
تعتبر الظلامية الدينية ظاهرة جديدة قديمة وهي
ليست ظاهرة أصيلة في الأديان بل هي طارئة عليها جاءت بعد تجاوز الحضارة الانسانية
للمشاريع الدينية السماوية منها والوضعية نتيجة للرغبة الإرادوية لدي قلة من البشر
لوقف حركة الزمان عند المشاريع الدينية لأن هذه المشاريع باختصار تخدم مصالحهم
الذاتية وبالتالي لا بد من تقديس كل صغيرة وكبيرة في الأديان حتى ولو كان الأمر
يتعلق في كيفية دخول المرحاض بالقدم اليمنى أو باليسرى من اجل حماية مصالح هذه
القلة غير المشروعة في الثروة والسلطة بقوة هذا التقديس المصطنع والذي من السهل
تسويقه على العامة باسم الله،
نجد في التاريخ العربي في العهد الاسلامي أمثلة
كثيرة على ذلك، ويكفي للدلالة على ذلك أن نستذكر قصة الطلب من الخليفة عثمان بأن يتنحى
حيث أجاب: والله لا أخلع ثوبا ألبسنيه الله،ولعل ما حدث منذ حوالي ثلاثة عقود في اوطن العربي بل وفي العالم الاسلامي اجمع ما
يؤكد على هذه الظاهرة، بدءً من الجزائر في التسعينات وانتهاء بما نحن عليه الآن،
وحتى لا ندخل في التيه لنرى الان كيف تتصرف
الإخوانية الاسلامية بعد نجاحها في مصر بمنصب الرئيس، هم اليوم لا يستطيعوا أن
يتحملوا مجرد رأي يخالفهم، فقصة طعناتهم المتتالية في القطاع الاعلامي أمر لا
يصدق، فهم يفصلون ويحاكمون ويغلقون كل صوت ثقافي أو إعلامي لا يوافقهم الرأي،
ولعل
مقالة الأديب المبدع يوسف القعيد " لا سمع ولا طاعة: التي منعت من النشر في
جريدة أخبار اليوم
هي دليل قاطع على ضيق أفقهم حيث أن المقالة
تتحدث عن البلطجية الملتحين الذين حطموا سيارات بعض المثقفين والاعلامينن وضربوهم
وعرضوا حياتهم للخطر وذلك أثناء حصارهم للمدينة الاعلامية بهدف اغلاق فضائية
الفراعنة لا لشيء إلا لأنها تتحدث يشفافية عن التسلط الذي بات يزحف على مصر ،
يوسف القعيد الذي أعلن موقفه جهارا نهارا ضد
كامب ديقيد،
يوسف القعيد الذي وقف قلعة شامخة ضد التطبيع،
يوسف القعيد الذي وقف ضد زيارة مفتي مصر للقدس
في ظل الاحتلال باعتبارها تطبيع،
يوسف القعيد الذي وقف ضد محاولة ابو مازن لدفع
اتحاد الكتاب العرب نحو التطبيع،
يوسف القعيد الذي قال في المذبحة الصهيونية
لغزة: "إنني خجلان من
مصريتي وعروبتي وإسلامي"،
يوسف القعيد الذي جبلت روحه بقهر الفقراء والكادحين،
يوسف القعيد الذي قام بكل هذا وهو نزر يسير من عطائه،
يأتي اليوم من كان يتحردن ويتدلل تارة بالإستزعال وتارات بالاستنفاع في ديوان عمر
سليمان لينصب نفسه وصيا على حرية الراي والثقافة!!!
لا وألف لا، لن يحدث ذلك مطلقا فعهد التقديس الوضعي
والسماوي قد ولى ليحل محله عهد التنوير العقلاني في الأرض والسماء ، فيا أهل العقل اتحدوا،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق