همسة الصباح: اياكم ثم اياكم... د. يوسف عبدالحق 28/12/12

 

التقى قرد مع غزالة صباحا في الغابة بعيدا عن قطيعيهما حينما تأخرت الغزالة وهي تبحث عن عشب الحياة ،لاحظها القرد تتجول هنا وهناك ،تعاطف معها وبدأ يجمع لها ما طاب ولذ من ثمار الشجر،تناولا طعامهما في حبور ومرح ثم انطلقا يلعبان تارة على الأرض وأخرى على أغصان الشجر حيث كان القرد يحمل الغزالة ويقفز معها من فوق الشجر والحجر،

 

مضى الوقت سريعا ولم يلحظا أن القطيعين قد ابتعدا ،زقح القرد يعبر بصوته عن الورطة ،انطلق بسرعة البرق باتجاه قطيع الغزلان وقطع الطريق عليه حتى لحقت به الغزالة ،ودعها بقفزاته البهلوانية واعدا اياها بأن يحضر لها في المساء بعضا من ألذ ثمار الغابة ،ثم عاد مسرعا نحو قطيعه بين الأشجار ،

 

استقبله أصدقاؤه بفرح بعد ان طال غيابه ،حاول قرد من جيرانه أن يعرف أين كان ولمِ طالت غيبته ،فابتسم له قائلا سأحدثك بالقصة بعد القيلوله .

 

بعد القيلولة التقى القرد مع جاره في أدغال الغابة وحدثه بما جرى وبأنه في المساء سيعاود الكرة في نفس المكان ، كان بالقرب منهما ينصت للحديث ذئب مفترس ،

 

وحين جاء المساء غرق القرد مع اصحابه لاهيا عن موعده مع الغزاله، حضرت الغزالة ولم تجد القرد ولا الطعام ،وقفت تلتفت ذات اليمين وذات الشمال،

 

 وفجأة اندفع نحوها الذئب المفترس فأطلقت ساقيها للريح مفلتة من شرك الذئب بأعجوبه،

 

 وحين وصلت قطيعها كانت مرهقة بشكل لافت للنظر، فسألها قومها ما بك ؟ أجابت وهي تلهث قائلة:

 إياكم ثم إياكم من الكذب والثرثره ، فهما سبب كل بلية.