مقاربة حوارية تفاعلية: ألقاها د. يوسف عبد الحق في 5 نيسان 2006 "
في المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني /نابلس"0
هذه المداخلة كتبت على الكثير من قصاصات الورق المبعثرة هنا وهناك، أرى أنها مهمة للمناقشة والحوار والاجتهاد، استهل الموضوع بمقولة نهاية التاريخ لفوكو ياما والتي قالها ورددها معه الكثيرون بوعي أو بدون وعي خدمة لديمومة سيطرة المجتمع الرأسمالي القائم على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج وهذا يعني ديمومة الاستغلال الرأسمالي للمقهورين في العالم سواء كانوا في الدول المختزعة (أي الدول التي منعتها الامبريالية من اللحاق بالتقدم) أو الدول المتقدمة ...أضيف أن هذا يستدعي استذكار سؤال الدكتور يوسف الصايغ : هل زوال الاتحاد السوفيتي يعني زوال الظلم عن البشر ؟ أم أن الظلم لا يزال مستمرا ؟ ومن الذي سيدافع عن المظلومين ويقودهم ويحقق لهم العدالة الاجتماعية ؟
لن أتحدث مطولا، بل سأطرح أسئلة تخص الساحة الفلسطينية قال عبد الحق ...فمنذ الخمسينات إلى أوائل السبعينات عند وفاة الرئيس جمال عبد الناصر ، كان الاتجاه اليساري يشكل 80% من المجتمع الفلسطيني الذي بدء ينحسر لما حدث في رأس الحكم في مصر والتغيرات السياسية هناك، كما أن الثروة النفطية في الجزيرة والخليج وارتفاع سعر برميل النفط من دولار إلى ثلاثة، وبدء تدفق الأموال على العالم العربي، وإنشاء مراكز إعلام وثقافة تابعة ، ومفاوضات ال.كم 101 بعد حرب أكتوبر التحريكية، وتغلغل النفوذ الأمريكي في مصر وحرب لبنان...كل هذه الأسباب ساهمت في استنزاف الوجود اليساري في المنطقة وانتهى التاريخ في مرحلة أوسلو الذي كان يمهد له...كما أن جمود الحراك في الاتحاد السوفيتي كانتخاب الأمين العام للأبد وعدم استخدام الديمقراطية وتغليب المركزية على الديمقراطية وغياب الشفافية والمحاسبة ..كل هذه الأسباب وغيرها أدت الى سقوط الاتحاد السوفيتي كرافعة وقوة داعمة لليسار العالمي...
أثر ضعف اليسار العربي والعالمي وخاصة إخفاق النظام الروسي على الساحة الفلسطينية وكان كل ذلك مقدمات لاتفاقيات أوسلو الذي بدخوله اكتشف اليسار المرض وأسباب الهزائم في العالم العربي الذي كان ينوء من أنظمة اشتراكية وقومية متعلقة بشخوص محدودة كما في سوريا واليمن والجزائر وليبيا والعراق ..الخ....
ومنذ الإعلان عن أوسلو اكتشف المرض حيث دخل السوريون والأردنيون والمغاربة وغيرهم من دول الخليج في مفاوضات وعقد معاهدات وتطبيع وفتح أسواق وزيارات مع الإسرائيليين ...كل هذا انعكس على الإرادة الفلسطينية والعربية وخاصة على القطاعات الشعبية، وليس الحكام فقط بل والمواطن العادي أيضا وعلى معنوياته وفكره بحيث أخذ يعشش في رأسه بأن أمريكا قوية وعظيمة ولا تقهر !
إن استدخال الهزيمة في رأس المواطن والشعب كما حصل في نابلس بعد توقيع أوسلو وقبل دخول السلطة كإهداء الزهور لجنود دبابات العدو ورمي الرز عليهم، ساعد في إبراز دور الحركة الدينية وظهورها كمنهج مقاوم للاستسلام....ولأن الطبيعة لا تعرف التوقف ...كل ذلك أثر على اليسار رغم أن مواقفه من أوسلو كانت بشكل عام تتفق مع مواقف القوى الدينية،وأقوى مثال على ذلك التوافق النسبي بين المواقف اليساسية للشعبية وحماس مثلا، لكن التيار الديني حصد الجوائز والناس واليسار حصد المرارة !
واسمحوا لي في ضوء كل ذلك، أن أطرح بعض الأسئلة للنقاش :
· لماذا لم يتجاوب الشعب مع اليسار في بداية اوسلو علما أن حركة حماس لم يكن لها نفس المد ؟
· لماذا لم يدرك اليسار الفلسطيني الانهيار القادم في ألذات الفلسطينية ؟
· لماذا تمكن تحالف أوسلو أن يقوم بالدورين معا، دور الحكم ودور المعارضة كلما تعقدت المفاوضات،ولماذا لم يلعب اليسار دور المعارضة؟
· واخيرا وليس آخرا ،لماذا لم يتمكن اليسار من أخذ الدروس والعبر من كل ما سبق رغم الأزمة الحادة التي يعاني منها حتى تاريخه؟
القدس، الأراضي الفلسطينية8 نيسان 2006،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق