حيطنا قصير فتشاطر علينا
فياض
د. يوسف
عبدالحق
"طالعت في صحف اليوم
الخميس 26/7/2012 خبرا قصيرا مفاده أن
سلام فياض رئيس وزراء حكم رام الله أقام دعوى ضد نجاة أبو بكر النائب في
المجلس التشريعي لأنها كما يدعي الخبر قالت أن قوات أمن أجنبية ؟؟؟؟ تحرس بيت فياض
في القدس المحتله"
ورغم أنني لم استمع او
اطلع على تصريح ابو بكر، فقد استرعى
انتباهي هذه الحمية العالية التي دفعت برئيس الوزراء فياض لرفع هذه الدعوى ضد نائب
في المجلس التشريعي لمجرد أنه أدلى بهذا التصريح بصرف النظر عن صحته أو عدمه ، ذلك
أن مجرد سكن فياض في القدس المحتلة يعني موضوعيا أنه تحت تحت الحماية الأمريكية
الاسرائيلية، إذ هل يستطيع مثلا الرئيس أبو مازن السكن في القدس بدون هذه
الحماية!!! وهل يستطيع فخامنه وسيادته حتى
التنقل خارج مكتبيهما إلى دوار المنارة بدون موافقة الأمن الأمريكي الاسرائيلي!!!
أم أننا نسينا أن حصار الراحل الرئيس
عرفات حتى قتله تم في المقاطعة وليس في هونولولو!!! ثم ألا يعرف سيادته حقا أن
أمنه وأمن سلطته بل وحتى أمن الفلسطينيين بمن فيهم حتى الأطفال هو تحت الحماية
الأمريكية ألإسرائيلية ، إن رضيت هذه الحماية عنا بتنا آمنين وإن تأففت منا بتنا
في الزنازين !!! وأكثر من ذلك ألم يقرأ ويسمع سيادته أن الأمن الأمريكي الاسرائيلي
هو الذي يقرر اليوم الحماية أو عدمها للحواكير المتقية للفلسطينيين في القدس وفي
الضفة!!!
لماذا سيادة رئيس الوزراء
تثور حميتك لشخصك و لا تثور بل لا تتأفف لكرامة المواطن والوطن!!!! وحتى لا تقول
أن هذه مزايدات فإن الجميع يطمئنك أن لا أحد يطلب منك تجهيز دفاعاتك لحماية أمن
الوطن والمواطن، ففاقد الشيء لا يعطيه ، ولكن إذا كان هذا التصريح اللعين قد استدعى منك رفع الدعوى، فإن
من المتوقع أن تستدعي منك جرائم التحالف الصهيوني الأمريكي المستمرة يوميا ضد شعبنا وفلسطيننا طيلة أكثر من 60 عاما أن
ترفع غدا دعوى على هذا التحالف إلى مختلف الجهات القانونية والسياسية الدولية
تطالب فيها باعتقال هذا التحالف المعتدي وتغريمه كل الخسائر التي لحقت بشعبنا!!!
حينها وحينها فقط يمكنك الاستمرار في
الدعوى ضد تصريح أبو بكر وإلا فالأنسب أن تسقطها، أم أنك تريد التشاطرعلينا لأن
حيطنا قصير!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق