ناح السحتوت ..... د. يوسف عبدالحق
ذات يوم سمع السحتوت تغريدة حزينة أنسته حزنه فقرر
أن يلبي نداء طبيعته في طبيعة كانت شمسها الدافئة ومطرها اللطيف، جال بنظره في كل
الاتجاهات يبحث عن مصدر الأنغام التائه الحزينة، انتظر كثيرا ليتحقق الأمر، تململ
في وقفته ثم تمدد في رجليه وعنقه واطلق جناحيه للريح،
كان كلما ظن انه اقترب يحس فجأة أن الصوت ابتعد
بعيدا واختفى، أعطته هذه الحالة فرصة للاستراحة وإعادة التفكير بين الفينة والأحرى،
وبعد عدة محاولات شعر بالتعب بعد ان أشرف المغيب على التخييم فقرر الاستلقاء للنوم
على حافة غصن هزيل،
تقلب السحتوت ذات اليمين وذات الشمال، حاول النوم
مرار ولم يفلح، كان كلما غفا هنيهة وجد نفسه في كابوس حياته، فهو عاش مطاردا من
الصقور الجارحة تارة، وتارة ثانية من ثعالب الأرض تتربص به وهو على غصين من شجيرة
السريس القصيرة، وتارة ثالثة من هول ما رأى في تجواله من ضحايا بطش الحيوانات
المفترسة، كان باختصار يفو دقيقه ويصحو ساعة،
انفتق الصبح فلملم ذاته وحلق نحو الشمس الدافئة
كأنه يهرب من قدره، لمح عن بعد خيال شيء على الغصن يتململ، قرر مراقبته، لم يمض
عليه الا القليل حتى تشنفت آذانه بالتغريدة ذاتها المعجونة بالحزن والمطعمة
بالحنين، لم يشأ ان يقترب أكثر ليتعرف على شيء التغريدة خوفا علىيه من الفزع رغم
أنه خفيف الحركة والطيران، فآثر الانتظار، وما هي الا لحظات حتى رأى مندهشا ذاك
الشيء يتجه نحوه ولكن ببطء شديد، لم يكن يدرك أن هذا الشيء قد لاحظه، تسمر في
مكانه لا يعرف أهي رغبته في فك هذا اللغز أو خوفا منه،
حين اقترب منه هذا الشيء كثيرا انقد لسان السحتوت،
خملق فيه بأقصى ما يستطيع من فتح بؤبؤ عينيه، لكنه كلما رأه بشطل أقوى كلما خارت
قواه، فقد كان ليس كمثله شبء في هذه الدنيا، فقد كان له عينين حادتين لكنهما
خنونتين، ورأى له جناحين يتحولان الى يدين بسرعة البرق، إذا نظر له وجده عملاقا
مبتسما ولكنه سرعان ما يتواضع ليصبح سحتوتة ملائكية، تمالك أعصابه واقترب من الشيء
أكثر فإذا به يصبح بكله وجها منيرا براقا يبتسم بسحر لم ير مثله في العباد، اقترب
منه أكثر فأكثر حتى بدأ يسمع نواحه عميقا
عميقا في داخله، حينها تذكر السحتوت أن ما يسمعه هو نسخة عن نواحه هو في داخله،
بدأ السحتوت يدندن بحزنه في باطنه ليسمع من رفيقه
في الغم نفس الدندنه، شعر رفيقه بالراحة والاطمئنان مما أدلى الى انفراد سريرة
السحتوت، تراجعت لنة الحزن في التغريدات وحل محلها همهمة السعادة بأحلى رنيم،
تقارب الاثنان أكثر فأكثر، تشجع السحتوت فمد يده ليربت على ريش الشيء،
وحينها
وجد نفسه تكتوي بلهيب نار لا تنقطع ، فنظر الى الشيء مليا وإذا به أمام خيال ذاته
فانفطر.
صباح الغاردينيا
ردحذفكان يتقدم ليرى نفسه يستمع لبعضه حينها فقط شعر بذلك الكم الهائل من الحزن راى نفسه من جديد في مرآة روحه "
؛؛
؛
لروحك عبق الغاردينيا
كانت هنا
Reemaas
ريماس لك تقديري
ردحذفكأنك معي في ذاتي وأنا أكتب هذه الأحرف، كم أمن حقا قديرة
مع التقدير والحب
تحرقنا رؤية أحزاننا مجسدة ..
ردحذفتحياتي Anwar Abdallah15
ردحذفلقد أصبت كبد النص فاضلتي
تجسيد أحزاننا يحرق كل ما فينا
باستثناء من له عقل وقلب وروح عامرة
بالإرادة والوعي والأمل
حينها نعبر نار الألم إلى جنة الحب مرة أخرى
إذ لا حياة بلا حب
مع التقدير والحب