الاثنين، 30 ديسمبر 2013



وحيد الحمد الله* يحاورني بلغة الأرض والانسان

د. يوسف عبدالحق




قبل بضعة أيام كنت في الريف ادعاء بأنني فلاح حيث ارتاد أرضي لماما، في تجوالي في الريف هذه المرة مررت بوادي قانا الذي يتوسط عدة قرى ديراستيا، جين صافوط، قراوة وعزون، الذي يتعرض للخنق من قبل التوسع الاستعماري الاستيطاني الصهيوني، صعدت الطريق جنوبا بعد ذلك حتى وصلت قمتها، وفجأة سمعت قلقلة الحجارة تهمس صوتك صديقي وفخري يا أبا الرائد، يقول بجدية وحنية: أينك يا يوسف، لقد طال بعد لقائنا المعهود، تفكيري يفيض بشتى المسائل!!! تسمرت قدمي على كابح السيارة التي توقفت فورا، نزلت منها على الأرض محدقا بصمت عميق لأرى حجارة الوطن أمامي تتشكل دورا ومغرا وقلاعا في ظل صوتك والدهشة تعقد لساني.
تمالكت نفسي وأجبته: أبا الرائد المهم التقينا، كيفك وكيف من ورائك، مشتاق لحديثك وحديثهم خاصة في هذه الهضبة المرتفعة التي عملت أنت ورفاقك في لجنة التوجيه الوطني كل جهدكم الشعبي والقانوني والسياسي قبل قيام السلطة الفلسطينية لإنقاذها من الاستعمار الصهيوني فأنقذتم بعضها وبعضها الآخر تولت السلطة مسؤوليته مجمدة بذلك الطاقة الشعبية في العمل ما مكن المستعمرين من إنشاء مستعمرة على الباقي. قال وحيد: لا داعي لهذا الحديث صديقي، فأنا لم أكن في هذه المهمة غير واحد من ملايين هذا الشعب المناضل، لكن خبرني هل ما زالت السلطة كما تركتها مترددة عاجزة في مسألة المستعمرات، ألم تتعلم الدرس؟
في الجوهر لم تتغير أجبته، ولكنها غيرت في الشكل حيث تزايدت تداخلاتها مع بعض التشكيلات الشعبية لمواجهة المستعمرين بهدف الظهور بمظهر المقاومة من ناحية ومن ناحية أخرى بغرض ضبط ايقاع هذه التشكيلات على لحن تفاوضها المشروخ، هنا تنهد وحيد بحسرة عميقة صامتة كعهده وقال: وهل الانقسام ما زال قائما؟ قلت له أنسيت حين قلت لي في فترة الوساطات الأولى للمصالحة أنه على الرغم من أن برنامج قيادة حماس للمقاومة لا يستقيم من دون وحدة وطنية وأن برنامج قيادة فتح في المفاوضات لا يستقيم من دون وحدة وطنية إلا أن تمسك الطرفين بالسلطة أهم عندهما من الوحدة الوطنية، تحليلك يا ابا رائد عكس الحقيقة المرة التي نعيشها.
لكن يا ابا شداد خبرني عن جامعة النجاح، ما هي أوضاعها وأوضاع طلبتها وأساتذتها؟ قلت: رفيقي أبا رائد أعرف تماما أن الجامعة كانت دوما همك الأساسي بعد الأرض ، لقد شاهدت بنفسي كم بذلت والقيادات الوطنية قبل السلطة وبعدها من اجل تطوير الجامعة مفاعلا للتفكير الديمقراطي المستنير ومنارة وطنية مستقلة بعيدة عن التبعية، قاطعني يقول: لا داعي للمديح يا دكتور، فقط قل لي هل تحقق فيها ما كنت وزملائي في مجلس الأمناء نصبو اليه مما ذكرت، نظرت له باجلال كبير قائلا: يكفي أن تعرف أن رئيسها اصبح رئيسا للوزراء، هنا تنهد الرجل مرة اخرى وأطرق صامتا!!!
اغتنمت الفرصة وسألته: ولكن كيف صديقك الحكيم، هنا انفرد وجهه باسما وهو يقول بفرح: بل قل رفاقي واخوتي الحكيم وكنفاني وحداد وابو علي مصطفى والمناضلين الوطنيين كلهم من عزالدين القسام وجرّْ، هم عزوتي في غربتي عن الوطن، أما الحكيم فقد زاد ذهنه اتقادا على اتقاد، حقا إنه اليسار اليسار في عمق تفكيره وبعده المؤنسن، لقد قال لي بالأمس: انه عازم على العودة الى فلسطين مع جموع اللاجئين مهما بلغ الثمن من زمن وتضحيات، والمفرح حقا أن الجميع هنا سلموه الراية بطيب خاطر، وقد تم ذلك بعد قبول فلسطين دولة غير عضو في الأمم المتحدة، فقد زاره عندها القادة جميعهم وفي مقدمتهم عز الدين القسام، الحاج أمين الحسيني، أبو عمار، الشيح ياسين، ابو جهاد، الشقاقي، ابو القاسم والنجاب حيث كان عنده رفاق الشعبية وديع وغسان وابو علي مصطفى وابو ماهر، وقالوا له: كل شيء انكشف وبان، هم صفوا قضية الأرض بمنحنا بعض الحواكير، ويريدون اليوم تصفية حق العودة لتصفية الشعب، أنت يا حكيم الوحيد الذي حمل الهمَّ الاستراتيجي بلا كلل وبالتالي أنت الوحيد الذي يستحق هذه الراية بشرف، وقد زاد الشيخ ياسين على ذلك قوله: سامحنا يا حكيم حين لم نلحظ حكمتك فذهبنا الى الانقسام بدل الاحتكام اليك لتنقية ثورتنا من فيروسات التفرد والإقصاء والفساد، فاندفع ابوعمار مقبلا ياسين والحكيم وهو يهمس في أذن الحكيم صدق الشيخ ياسين لقد خدعونا يا ابا الميساء واليوم يومك، وحينها دمعت عيناي وأنا أقول لهم: كم مرة قالت لكم القيادات الوطنية في الداخل عن أهمية الوحدة الوطنية !!! قلت له: ليتنا جميعا عندكم حتى نتحرر من تغريبة الكذب على الأموات والأحياء في فلسطين بل وفي الوطن العربي.
هنا اعتدل ابو رائد على صهوة جواده وقال لي: وكيف العرب يا رفيقي، كنا نتحدث معا بأن مصر لن تظل في صمت أبا الهول!!! قلت له: العرب بات نموذجهم الشرذمة الفلسطينية على الرغم من أن أملك الذي كنت دوما تركز حروفك على تعزيزه في عقول كل فلسطيني بأن العروبة لا محالة قادمة، قد تحقق لمدة لا تزيد عن بضعة اشهر ربيعية ولكن التحالف الامبريالي الصهيوني وتابعيه العرب المتنطعين بالديمقراطية المفصلة من جهة، ومن جهة أخرى المتحجرين المتنطعين بالدين أحرقوا الزرع والنسل، بحيث أن الربيع أصبح اليوم خريفا، تذكرتك طيلة هذه المدة كثيرا كثيرا وأنت تقول على سورية أن تكون يقظة ومرنة في التطور الديمقراطي الذاتي، فذئاب الدنيا كلها تتربص بها. قال ابو رائد: أتذكر رفيقي تماما فأنت تعرف أننا متفقون على أن تفعيل العمق العربي هو مهماز نصرنا، أعذرني لا بد أن أغادر للعمل، اراك لاحقا.
*رئيس بلدية عنبتا السابق وعضو لجنة التوجيه الوطني ولجنة الدفاع عن الاراضي وعضو المجلس الوطني الفلسطيني وعضو مجلس امناء جامعة النجاح الوطنية بنابلس توفي بتاريخ 26/ 12 /2010
** محاضر جامعي ومحام فلسطيني ـ نابلس ـ فلسطين المحتلة


الثلاثاء، 22 أكتوبر 2013

خطأ ديموقراطية الشعب يُعَدَّل ... خطأ فردية الفرد يُعَمَّق.... د. يوسف عبدالحق

خطأ ديموقراطية الشعب يُعَدَّل ... خطأ فردية الفرد يُعَمَّق
د. يوسف عبدالحق
 
أظن أن الشعب من حقه ديمقراطيا أن يتخذ القرار الذي يريد بصرف النظر عن صحة القرار أو عدمه شريطة أن يتخذ الشعب قراره بملء ارادته من خلال سماع وجهات النظر المتباينة بشكل متساوٍ في المدة الزمنية وفي مستوى الوسائل الإعلامية ،
ومن ثم يصوت على القرار بدون اي ضغوطات قمعية أو مادية او مالية او ادبية،
 
وخطأ الشعب في قراره المتخذ وفق ما سبق لا يبرر لأي شخص مهما كانت قدراته أو علمه أو ثقافته أو حكمته ..... الخ ان يصادر ارادة الشعب ويلغي قراره الخاطيء بجرة قلم مستندا الى قوته من جهة والى علمه من جهة أخرى،
 
ذلك أن الشعب حين يخطيء في قراره فإنه بعد حين ونتيجة لتجربته سيكتشف خطأه ويصوت لإلغاء القرار الخاطيء، هذا هو منهج الديمقراطية ،
في حين إذا تم اعتماد منهج الفردية بدعوى الحكمة والمعرفة ، فإن الفرد حين يصبح له ولاية فوق ولاية الشعب وبالتالي له صلاحيات تمكنه من إلغاء قرار الشعب بحجة أن قراره كان خاطئا، سيواصل منهج الفردية في الحكم في قرارات كثيرة اخرى سيدعي أنه هو الأعلم فيها حتى لو تبين له أنه كان مخاطئا فهو غالبا لن يتراجع عنها  دفاعا عن ذاته ،
 
وهذا سيقود تدريجيا ليس فقط إلغاء ولاية الشعب وتكريس ولاية الفرد بل وهذا هو الأخطر، الى تدمير كل موارد الشعب نتيجة تتالي الفردية في الحكم من شخص لآخر حيث لا يمكن للفرد مهما علت درجته العلمية أن يكون متمكنا في كل شيء وعليه فإذا أصاب في قرار فإنه قطعا سيخطئ في الف قرار هذا إضافة إلى أن من سيأتي من بعده في الحكم الفردي غالبا ما يكون أقل منه قدرة وكفاءة وبالتالي ستكون معظم قرارته خاطئة أو حتى خطيئة مما سيؤدي الى تعاظم وتسارع تدمير البلاد،
باختصار
خطأ ديموقراطية الشعب يُعَدَّل
خطأ فردية الفرد يُعَمَّق


الأحد، 13 أكتوبر 2013

عبيد في ثياب أسياد ...................... د. يوسف عبد الحق

عبيد في ثياب أسياد ............. د. يوسف عبد الحق
 
 
اعتادت قبيل كل مناسبة عامة بيوم أو يومين أن تهدأ الى نفسها ، تتأمل وتراجع الحركة لها ولجميع أهلها وأقاربها وأصدقائها ومعارفها بل وحتى كل من التقته أنثلى كان أو ذكر وكانت حركته فاعلة في نفسها سلبا أو ايجابا حتى لو  كان ذاك اللقاء يتيما.
في هذه المرة كان لقاؤها مع ذاتها غريبا فقد كان مفعما بالتحدي معمقا في المعنى والمبنى بل وحتي أنه تم في مكان لم تعهده من قبل، فقد قادتها قدماها بلا هدى في الضحى الى بيت والدة صديقة طفولتها التي رحلت قبل أكثر من 25عاما في حادث تسمم من لدغة أفعى في حديقة بيتها  تاركة والديها وحيدين إلا من ثروة لافتة للنظر. لقد تواصلت في زيارتها لهما مدة ثماني سنوات ثم انقطعت عنهما لغرقها في الحياة الدراسية والعملية، وجدت باب الحديقة مفتوح فدلفت للحديقة متجهة نحو مقعد قديم كانت تجلس وصديقتها عليه في كل مرة تزورها، جلست عليه بهدوء حتى لا توقظ الوالدين المستغرقين في النوم.
أطرقت تفكر في كل ما مر عليها منذ المناسبة العامة السابقة وحتى الآن، سمعت بابا يفتح، شخصت اليه فوجدت امرأة مسنة تطل من الباب، دققت النظر، حاولت التعرف عليها، هي أم صديقتها، لا لا لا !!! بلى هي بذاتها وان غير الزمن معالم وجهها ، حقا هي هي، فالخال تحت عينها اليسرى لا زال يعلن عن هويتها،
اعتدلت في جلستها وهي تهم للوقوف والسلام عليها، لكن الأم بادرتها بلهجة حازمة: من أنت وكيف تدخلين البيت بلا إذن؟؟؟
أجابتها باسمة غير مستغربة: أنا سليمة صديقة النتك المرحومة خديجة، تمسمرت الأم هنيهات وهي تمعن النظر في سليمة،
أدركت سليمة أنها تحاول تذكرها فسارعت لمساعدتها بإنعاش ذاكرتها وقالت: أنا سليمة كنت وخديجة نجلس على هذا المقعد حيث في إحدى المرات وقبل وفاتها بأسبوع، هرعنا اليك داخل البيت ونحن نصرخ هلعا حين دخل الحديقة شاب أشعث أغبر، واختبئنا في حضنك بينما كان يبحث في مدخل البيت عن شيء من مخلفات البيت من مأكل وملبس، فنهرت عليه بقوة متهمة اياه بالسرقة، فطلب الصفح منك وغادر مسرعا.
هنا تذكرى الوالدة سليمة وحضنتها بحنان لم تعهده سليمة من قبل وهي تبكي وتقول: خديجة قتلتها قسوة الطبيعة، أما الشاب فقد قتلته فسوة الانسان في ذاتي إذ عاد بعد موت خديجة بأسبوع فنهرته بأعلى صوتي وأنا أصرخ حرامي حرامي ففر هاربا بسرعة مذهلة محاولا قطع الشارع فصدمته سيارة شحن  مسرعة فسقط على الأرض ميتا،
صمتت الوالدة وتممت قائلة : ليتني فهمته جيدا وشغلته عامل حديقة عندي لكان اعتنى بالحديقة وأنقذ خديجة ونفسه،
هنا أفلتت الوالدة سليمة وهي تسألها بطريقة جدية، ولكن لم انقطعت عن زيارتي هذه الفترة الطويلة،
أجابتها سليمة: كنت أخشى أن أكون مزعحة لك في زياراتي خاصة أنك طيلة زياراتي الأسبوعية  خلال ثماني سنوات لم يصلني عند أهلي أي سؤال منك عني، بل حتى حين انقطعت عنك هذه المدة الطويلة لم اسمع منك شيئا ،
تنهدت الأم بحرقة وهي تقول اسمعي مني سليمة:
 
كنا صغارا نطمح  أن نكون أسياداً بالمال ، فإذا بالمال يصبح سيداً بنا، نحن حقا عبيد في ثياب أسياد
    13/10/013 نابلس

الجمعة، 11 أكتوبر 2013

الدولة الرأسمالية هي حكم مؤسسة لا حكم فرد........د. يوسف عبد الحق


الدولة الرأسمالية هي حكم مؤسسة لا حكم فرد
      د. يوسف عبدالحق
 
 
 
رشح أوباما يوم الأربعاء 19/10/013 جانيت يلين نائبة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي اي البنك المركزي الأمريكي، رئيسا لهذا البنك والتي من المؤكد أن تحصل على موافقة مجلس الشيوخ، وذلك  خلفا للرئيس السابق بن برنانك الذي ستنتهي ولايته في 31/12/ 013بعد انتهاء المدة المسموحة له وهي 8 سنوات،
يلين راكمت ثروة  كما قال الكاتب الأمريكي المرموق ستيفن لندمان تبلغ 4.8 مليون دولار أمريكي وبعض التقديرات تقول 13 مليون دولار وهي قابلة للزيادة بعد عام بضعة ملايين دولار أخرى((1))،
أوباما جاء الى الحكم يرفع شعار التغيير ملبيا طموحات الشباب ومع ذلك فهو كما نرى من خلال تعيين يلين وغيرها من الصفقات لم يتمكن ان يعمل اكثر من فتات التغيير تاركا جوهر الحكم للطبقة الحاكمة من هوامير الثروة والبنوك ومؤسسات المال وذلك بالرغم من أن الاقتصاد الأمريكي يئن بعمق شديد تحت وقع نزيف النهبمن قبل هذه الهوامير حيث ينتظر زيادة سقف المديونية الأمريكية خلال اسبوع الي حوالي 17 تريليون دولار لمنع انفجار اقتصادي مالي له عواقب وخيمة.
إن هذا يعني باختصار أن من يتعلل بأن الأزمة الرأسمالية هي طارئة بسبب غياب الرقابة الحكومية هو ببساطة ينظر الى المشكلة نظرة مثالية لا علاقة لها بواقع الحكم الرأسمالي،
فالمشكلة الحقيقة ليست في غياب الرقابة الحكومية او حتى ضعفها، بل هي تكمن في أن الحكومة في النظام الرأسمالي هي حكومة رأس المال أي هي حكومة النهابين لجهد العمال المنتجين، فكيف يمكن لحكومة السراقين أن تراقب السراقين !!!! اللهم إلا إذا كان الهدف من الرقابة التعاطف مع السراقين باعتبار ان سرقاتهم هزيلة لا تكفيهم وبالتالي لا بد من  زيادة سرقتهم لا تخفيضها، يتم ذلك بصرف النظر عن أن بعض من يتصفون ببعض قيم العدالة الاجتماعية قد يصلون الى سدة قمة الحكم مثل ما حدث مع أوباما، ذلك أن هؤلاء يجدون أنفسهم اسرى المؤسسة الرأسمالية بما يجعل تاثيرهم جد محدود.
 
أحيانا قد نجد في بعض الدول مثل الدول الإسكندنافية  أو حتى بعض الدول الأوروبية الأخرعموما  أن الحكومة تستطيع  بالفعل أن تقيد وتراقب هوامير رأس المال لمصلحة عامة الشعب، ولكن هذا يحدث ليس بسبب خلل في التحليل السابق أعلاه، بل لأن رأس المال في هذه الدول لم يبلغ حد التركز الذي اشار له ماركس- لينين خلال مرحلة تطور رأس المال الذي سيصل مع أعلى تطور له إلى تفليس الكثير من الرأسماليين وتمركز رأس المال في أيدٍ معدوده وهو ما يلاحظ في الرأسمالية الأمريكية ولا يلاحظ حاليا في الرأسمالية الأوروبية عموما. بتعبير آخر حين يصل تطور الرأسمالية الأوروبية مرحلة تطور الرأسمالية الأمريكية ستجد حينها رقابة الدولة الأوروبية هي لصالح مزيد من الثروة للنهابين كا هي اليوم في الولايات المتحدة الأمريكية.
 
وعليه فمن يرى أن الأنسنة لا يمكن أن تستقيم بغير العدالة الاجتماعية لا بد من له من أن ينادي بالاقتصاد الاشتراكي الديمقراطي والذي يعني العمل الديمقراطي لجعل ملكية وسائل الإنتاج تدريجيا ملكية عامة وهو ما يحول بتاتا بين نمو هوامير الثروة والمال على حساب المقهورين في العالم.
نابلس 11/10/013
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الاثنين، 23 سبتمبر 2013

Humanity and Brutality By Dr. Yousef Abdulhaq


Humanity and Brutality

By Dr. Yousef Abdulhaq





Every time when Israeli was killed the heaven was filled by loud voices from  media of Zionist- Imperialism Alliance condemning Palestinian as terrorists.  And when Palestinian was killed, this media didn't hold its tongue but moreover, it accused this Palestinian as terrorist and he deserved to be killed.

Before about 2 weeks( night 25/8/13) Israili forces killed 3 Palestinians in Qalandia near Ramallah and claimed that they are terrorists.


 

When Israeli colonizers plunder Palestinian lands the media mentioned above say they are in need badly to build houses for their children on the promised land!!!! But when Palestinian tried to defend his self,  children and land they called him terrorist.

Even when Palestinian was forced to work illegally in Israeli economy cause of his extreme poverty and suffered of hard work injury, they left him on the pavement for death as it was happened with Srour (17 sept. 13), of course they said we will investigate and nothing will happen.


 

Moreover, when Israeli forces dragged on earth and beat  French diplomat Marion Fesneau-Castaing,

as she was trying to help Palestinians whose houses were demolished, they said she hit Israel soldier and she is not welcome in Israel as she instigates Palestinians.  

http://www.haaretz.com/news/diplomacy-defense/1.548043

Since negotiation was resumed before before 6 weeks, Israel buit more than 3600 housing units ans in the same time it continues invading every point of Palestinianland including holy places in Alaqsa and Alibrahimi mosques at Jerusalem and Hebron, no real and serious voice against this continuing Israeli aggressive work was announced from ZIA or great powers, but when 2  Israeli soldier were killed in Qalqeliah and in Hebron, they fill global by condemning and threatening and claiming  that Palestinians are terrodists.

 

But thanx to website " If Americans knew" as it is publishing data about the result of  Israeli aggressive invades of Palestinians, one of these statistics is about killed persons and children from Palestinians and Israeli as the following: ( Is= Israel,Ps = Palestine, Ch= children)

                  Is          Ps

      Ch               129        1519

              1            11.8 Perc  

  Killed persons 1104     6829

Perc                 1        5

29 Sept 2000 – 15 May 2013

 

These figures tell us that the persons who were killed from Palestinian people are about 5 folds of that of  Israeli. Moreover this ratio for children rises to about 12 fold of that of Israeli.

These words are just relating to recent years. But we can find more ZIA  terrible oppression against Palestinian of we just read what happened in Palestine during Nakba 1948 ( Catastrophe) during  British colonialism and through establishing of Israel 1948.

 

Lastly on Palestine the  Humanity is struggling for freedom against the  Brutality, I hope that we can know now who is  Brutality !!!!!!!!!

 
     

الأحد، 22 سبتمبر 2013

التعليم الجامعي المجاني: استثمار وطني وعلاج لأزمة الجامعات >>>>> د. يوسف عبد الحق


التعليم الجامعي المجاني:

  استثمار وطني وعلاج لأزمة الجامعات

د. يوسف عبد الحق

 
 
 

منذ بضع سنوات والأزمة المالية للجامعات الفلسطينية تنفجر بهذا الشكل أو ذاك، يرجع السبب في ظني أن علاجها في كل مرة كان  مؤقتا يعمل على تأجيل الأزمة لا علاجها بشكل موضوعي، وهو ما أدى الى انفجارها هذا العام بشكل حاد تمثل في إغلاق مجلس طلبة بيرزيت للجامعة وهو ما ردت عليه الجامعة بفصل عشرة طلاب من الجامعة، أما في النجاح فقد انقسم الطلبة بحيث حين فكر بعضهم بالاضراب تم فصل اربعة طلبة منهم،

تتلخص المشكلة موضوعيا في أن السلطة الفلسطينية لم تعد تحول للجامعات أكثر من 10%  من الدعم المقرر وهو 40 مليون دولار سنويا، إدارات الجامعات لم تجد وسيلة لتعويض هذا النقص غير زيادة الأقساط بهذا الشكل أو ذاك وهو أمر بالنسبة للطلبة مرفوض لعدم قدرة اسرهم على تحمله  خاصة في ظل التدهور الحاد في متوسط دخل الفرد الذي لا يتجاوز حاليا 1600 دولار سنويا اي ثمانية آلاف دولار سنويا للأسرة المكونة من 5 أفراد. من الناحية الموضوعية إذا خصمت من هذا الدخل أقساط التعليم الجامعي السنوية والتي تبلغ حواالي 2000 دولار، فإن ما يتبقى من دخل الأسرة في المتوسط هو ستة آلاف دولار سنويا أي حوالي 500 دولار شهريا وهو أقل من خط الفقر لنفس الأسرة والبالغ 637 دولار شهريا بحوالي  22%، وهذا يعني أن متوسطي الدخل في البلاد وهم الغالبية العظمى من الشعب سيدخلون جنة الفقراء !!!!!!

تقول  أصوات السلطة  وهوامير المال و بعض إدارات الجامعات وأنصارهم من مثقفي الوعي الزائف، تقول أن على من يريد التعليم الجامعي من حيث المبدأ أن يدفع تكلفة هذا التعليم، ورغم ذلك فإن الأقساط لا تغطي أكثر من 60% من تكلفة هذا التعليم، ويتابعون أن العالم اليوم هو عالم الخصخصة، نحن لا يمكن أن نكون أقدر من بريطانيا والولايات المتحدة وغيرها الكثير من الدول التي تبنت منذ عقود طويلة خصخصة التعليم الجامعي والتي نرى فيها الأقساط الجامعية تتزايد سنة بعد اخرى،

 

موضوعيا يتضح ضعف هذا الرأي من خلال تجاهله عمدا  حجم المساعدات الخيرية للطلبة الجامعيين في تلك الدول والتي وصلت بأغنى أغنياء العالم فيها الى التيرع  بنصف تركتهم المالية ، كذلك يتناسون حجم المساهمه الهائلة لقطاع الأعمال في تعليم الطلبة الجامعيين على حسابهم وفي التبرع السخي للجامعات ، كذلك فهم يغيبون حجم القروض الهائلة للطلبة الجامعيين الذين ما أن يتخرجوا حتى يجدوا عملا مناسبا يمكنهم من سداد هذه القروض حيث لا تزيد البطالة في أمريكا مثلا وهو أم الأزمة الاقتصادية الحالية عن 7.5% في حين تبلغ لدينا عند الحريجين الجامعيين  حوالي 60% مما يجعل القروض  في حالتنا غير مجدية باعتبار أن مستقبل الخريج الجامعي هو حدائق بابل للبطالة!!! والأدهى من كل ذلك أنهم ايضا تجاوزوا بفجاجة كيف  دولا مثل فرنسا، ألمانيا، الدول الاسكندنافية لا زالت تعتمد التعليم الجامعي المجاني.

يتساءل المواطن المقهور عن سر الرفض الفتاك لمبدأ التعليم الجامعي المجاني في ظل احتلال قمعي مديد  للشعب الفلسطيني وبحاصة شبابه الجامعي!!! في الجامعات الفلسطينية للطلبة المنتظمين في مرحلة البكالوريوس حوالي 140 الف طالب منهم تقديرا حوالي 20%  قادرين على دفع الأقساط المطروحة يبقى 112 ألف طالب يستحقون الإعفاء من نصف القسط بحيث تدفع السلطة عن كل منهم حوالي الف دولار سنويا أي ما مجموعه حوالي 112 مليون دولار سنويا  أي نحو 3% من موازنة السلطة البالغة حوالي 3.6 مليار دولار، ألا تستحق أجيالنا القادمة الاستثمار فيها بهذا المبلغ البسيط!!! أيهما أنفع للوطن الانفاق الأمني الذي يبلغ حوالي ثلث موازنة السلطة أم هذا الانفاق الاستثماري البسيط في التعليم الجامعي؟؟؟ تؤكد كل الدراسات في تطوير اىنتاج أن 75% من هذا التطوير بعود للنعليم الجامعي، إننا بالتعليم الجامعي المجاني نحصل على عائد استثماري يفوق مثيلها في  كل الاستثمارت الأخرى، فهل يسمع صناع القرار في التعليم الجامعي ذلك !!!! هل تسمع القوى السياسية والفعالية ذلك!!! أم أنه " كله عند العرب صابون" !!!!

 

الهدف  15/9/2013

الاثنين، 2 سبتمبر 2013

Point of view by Ray Bergmann


  Point of view by Ray Bergmann on:

The crucial issues facing Syria in discussion by Dr. Weizfeld, directdemocracymovement@yahoogroups.com and American-Zionist Imperialist Alliance "AZIA"and humanized ambitious in Syria by Dr. Yousef Abdulhaq, http://www.tanwer.org/tanwer/news/2623.html
 




If A. Weizfeld has not researched the falsities that Y. A. Haq has pointed out in what A. Weizfeld has written about Libya (and which is relevant to the further American Zionist Imperial Alliance attacks on Egypt and Syria [AZIA]) then he is suffering from ideological barriers that either prevent him from seeing where he is wrong or else from the inability to admit his mistakes. It seems that Weizfeld had not understood the point Haq is making when writing "The main goal  in fact, is to serve Israeli interests in damaging Iran through damaging Syria and Allah Party in Lebanon, thus Middle east would be totally under the domination of AZIA. This argument explains clearly why Turkey government facilitated  early crossing of thousands of fanatic Islamists to Syria though it is fighting them on its land.” THE POINT IS THAT TURKEY, SAUDIARABIA AND QATAR CANNOT BEHAVE INDEPENDANT OF U.S. DIRECTIONS DESIGNED FOR ISRAEL'S BENEFIT. Even though Qatar supports Muslim Brotherhood and Saudi Arabia supports the Egyptian military that opposes MB, in doing this both advance a US-Israeli agenda of demolishing the Egyptian state even if that means destruction of Egyptian society by civil war and infiltrated foreign agents, and in Syria interests of Turkey, Saudiarabia, Qatar, US and Israel coincide in the aim of destroying the Syrian state even if that means destruction of Syrian society by civil war and infiltrated foreign agents.  

The purpose of NATO attacking Libya was to ensure the Western-backed insurgents would not lose the battle against the Libyan government and army and to ensure the destruction of the wealthiest and strongest state in North Africa that sought independence from NATO imperialist designs over Africa, even if that meant the destruction of Libyan society by civil war and infiltrated foreign agents. Many leftists have not learned anything from the centuries of similar imperialist divide and conquer and the past century of imperialist divide and destroy techniques. No progressive thinker can accept the propaganda of the  "humanitarian war"-cry. None of those politicians who support such war are war-mongering for humanitarian reasons. The wars they enact kill multiple thousands of innocent people and the propaganda they weave distorts reality.

A. Weizfeld has understood the history of Palestine so well, so it's a mystery why he can't see the same behavior of imperialists repeated again and again! 

Regards from Ray 

Ray Bergmann [ray.bergmann@gmail.com]

الجمعة، 30 أغسطس 2013

American-Zionist Imperialist Alliance"AZIA" .. By Dr. yousef Abdulhaq


American-Zionist Imperialist Alliance"AZIA"

and humanized ambitious in Syria

 

by Dr. Yousef Abdulaq

 

I feel deep frustration when I read some articles and thoughts written by some democratic and leftist persons, not cause that I disagree with them but because I find them ignoring totally or partially basics of historical dialectical materialism analysis.  

 

First of all no humanized person can deny the humanized ambitious of Syrian people, but no one other than Syrian people whether it is individual, group, state, or even UN, has the right to decide what is humanized ambitious that is wanted and  appropriate for Syrian people and to impose it on them in his way and style . Yes I need to cut my hair but no one has the right to impose on me the barber and the style. The history of humanity assured this principle through experiences of ex-USSR in east Europe and Imperialism in third world.    

 

In this context let us read what one of those leftists, Weizfeld has said in DirectDemocracyMovement-subscribe@yahoogroups.com , " As in Libya, where the NATO intervention stopped the outright massacre of the Libyans,  we should want that first of all, the West disregards the UN sanctions as has been done by Russia and provide the rebels with arms and ammunition.After that the UN and NATO and the USA should ask the insurgents what the Syrians want them to do."

 

Yes and very yes as Libya which its people is now living in Paradise of AZIA which is more better than heaven Paradise!!!! without hell and torture and with its oil wealth financing national investments!!! No one can believe that these words written by leftist or even democratic  person!!!!!

   

I  am hearing now every humanized person asking : " who are you to ask !!! and who are UN. NATO and US to ask rebels!!! Even who are rebels to be asked and reply!!!! It is so obvious that these words are ignoring the will of Syrian people cause  everyone following Syrian situation  knows that the struggle now has 3 dimensions: internal civil war, regional war and international war. This means that the said words are supporting the intention of these three struggles which is distructing the free will of Syrian people.

 

I am so fortune to  get big smile which i have missed  for long time under brutality of Zionist apartheid regime, when i have read Weizfeld new words: ". West never provided armaments or The even ammunition to the insurgents who had merely used the weapons from defections from the military. Is Saudi Amir  Bander ben Sultan, general manager of of military intelligence and head of national security council, playing in his mission as a coordinator of relation with Syrian rebels?? What is about the report of BBC before more than one year which documented  boxes of deferent arms sealed by Saudi Arabia in the hands of Syrian rebels, also what about huge financing from Qatar!!! May be these aids are given without approval of AZIA, moreover may be it were sent to confront AZIA!!!!!

 

The last but not the least is about support from Qater to rebels and  from Russia to Asad and Gas pipeline of Qatar which has to pass through Syria to Europe which may affect Russia gas. I think it is just propaganda because through looking on map of region it will appeared that  Qatar gas pipeline can cross Iraq to turkey and Europe which is less long than through Syria.

 

These facts don't mean that Sirya government and its  local allies, Iran and Allah Party are angels, yes they committed big mistakes not only in killing civilians in the first half year of struggle when it was peaceful, but also cause the didn't invest in the  enough time that they have in that period to make humanized changes with cooperation of progress democratic stream in Syria through trialed security leaders who tortured and killed innocent citizens especially in Dira'a followed  by forming a new government lead by progress democratic person known for his credibility and integrity and not from Bath party, main function for this government is to prepare new constitution and to  hold soonly democratic election.

 

But does that can stop AZIA indirect and direct attack on Syria, for me i don't think so, cause the main goal of this struggle is not achieving humanized ambitious of Syrian People since AZIA is supporting  Apartheid Israeli occupation of Palestine for more than 65 years in addition to many brutality government in this region like as Saudi Arabia, Jordan, Oman, Qatar, Saudi Arabia, Bahrain, Morocco. The main goal  in fact, is to serve Israeli interests in damaging Iran through damaging Syria and Allah Party in Lebanon, thus Middle east would be totally under the domination of AZIA. This argument explains clearly why Turky government facilitated  early crossing of thousands of fanatic Islamists to Syria though it is fighting them on its land. Nevertheless, one has to agree that progress democratic change that i have briefed before if it was implemented , will surely make Syria more strong in confront of AZIA attack. Cameron lost Commons vote on Syria action not cause he didn't his best to win but because normal people pressure on their MPs in UK against war on Syria, this means that normal people are now more rational than their leaders and than those democratic and leftists who are asking AZIA eagerly to attack Syria,  isn't strange!!!!!  

الجمعة، 16 أغسطس 2013

عبر الفلاحين ننتزع النصر الفلسطيني.. د. يوسف عبد الحق


 

عبر الفلاحين ننتزع النصر الفلسطيني**
د.يوسف عبدالحق
 
مدخل في العملية الزراعية:
تتلخص العملية الانتاجية الزراعيه في الفلاح والمقصود به هنا صغار الفلاحين والعمال الزراعيين، والطبيعة المتمثلة في الأرض وكل الموارد الطبيعية الأخرى،  والتكنولوجيا، و في الأصل فإن الأرض وجدت قبل البشر فهي بلا شك ملكية جماعية لجميع البشر، أما التكنولوجيا فهي أيضا ملك للإنسان الذي طورها اثناء عمله، وعليه فإن جوهر العملية الانتاجية الزراعية هي العمل والذي يتمثل في الفلاح. وإذا كان بعض الانسان فيما بعد قد جنح لاستغلال أخيه الانسان لظروف متعلقة بضعف القدرة الانتاجية مقارنة برغبات هذا الانسان الجامحة نحو المزيد من الثروة والاستهلاك بدون جهد يذكر وعلى حساب الإنسان الآخر، وذلك من خلال احتكاره للتكنلوجيا التي انتجها خلال عمله، فإن ذلك لا يعطيه الحق مطلقا في الركون إلى الراحة مستغلا ملكيته للتكنولوجيا التي  لم يكن في امكانه انتاجها في الأصل لولا تفرغه للعمل فيها معتمدا على استهلاكه من المنتوج الجماعي من جهة، ومن جهة أخرى فحتى لو انتجها معتمدا على التقشف وفقا لحكاية روبنسون كروزو، فإن هذه التكنولوجيا المادية لا يمكن أن تكون منتجه من تلقاء ذاتها حيث لا بد لها من العامل البشري، وإلا فإنها تبقى مجرد خردة لا تعمل، باختصار فإن ذلك يعني أن العمل البشري المتمثل في الفلاح هو المصدر الحقيقي للانتاج الزراعي.
 
لكن الذي حدث في التطور الانساني أن التقدم الذي تحقق من خلال احتكار راس المال للتكنولوجيا اثر الثورة الصناعية، أدى إلى تغول الرأسمالية التي قامت على فصل ملكية الأرض والتكنولوجيا  عن المنتجين الحقيقيين، وبالتالي استغلال الفلاحين والسطو على انتاجهم من خلال فائض القيمة، والريع بمختلف أشكاله، والتبادل التجاري اللامتكافيء إضافة إلى النهب الاستعماري المباشر للأرض والثروات الطبيعية بل من خلال المستعمرات الاستيطانية والإبادة الجماعية. وقد كانت نتيجة كل ذالك زج الفلاحين في أفران الفقر والجوع  والمرض في جميع أنحاء العالم وخاصة في البلدان المستعمره ومنها البلدان العربية وعلى الأخص فلسطين التي لا زالت ترزح حتى تحت الاستعمار الاقتلاعي الصهيوني الامبريالي.
الفلاحون والإبادة الجماعية الصهيونية
تؤكد شواهد التاريخ الموثقه أن سياسة الاضطهاد الاستعماري للإمبراطوريات الامبريالية الأوروبية المتعاقبة شملت كل الشعوب بمختلف أديانها وعقائدها بما فيها اليهودية. على أن الاستعمار الأوروبي أدرك منذ منذ بدايات القرن التاسع عشر أن العمل على استخدام اليهودية غطاء له في إقامة تكتل بشري استعماري في فلسطين هو رافعة إستراتيجية لأطماعه الاستعمارية في الوطن العربي. وكان نابليون هو أول من صرح بذلك حين خاطب اليهود في 20 ابريل 1799 أثناء حملته على فلسطين  باسم " الورثة الشرعيين لفلسطين" طالبا منهم طالبا منهم الالتحاق بقواته لإقامة دولتهم في فلسطين.
 كما أن وزير الخارجية البريطانية  بالمرستون  أدرك أهمية استخدام اليهودية لتحقيق المطامح الاستعمارية البريطاني وعبر عن ذلك في مذكرته إلى سفير بريطانيا في الدولة العثمانية عام 1840 بخصوص أهمكية العمل على موافقة السلطات العثمانية على توطين اليهود في فلسطين خدمة لمصلحة الدولة العثمانية والبريطانية واليهود وفق زعمه.
وهكذا جاءت ولادة الحركة الصهيونية عام 1897 من رحم الاستعمار الأوروبي مستخدمة بذلك اليهودية لتحقيق مصالح الامبريالية العالمية ضاربة بعرض الحائط بمصالح العرب وفي مقدمنهم الشعب العربي الفلسطيني بل وبمصالح التجمعات اليهودية في مختلف أنحاء العالم من خلال سلخهم عن شعوبهم الأصلية واستخدامهم بالإغراء تارة وبالتهديد تارة أخرى وقودا في  حرب استعمارية عدوانية بشعه ضد الشعوب العربية بعامة والشعب العربي الفلسطيني بخاصة لا زالت نيرانها مشتعلة منذ أكثر من قرن ونصف من الزمان.
  لا شك أن النازية ارتكبت جرائم الإبادة الجماعية ضد كل شعوب الأرض وضد كل دياناتها بما فيها اليهودية خلال الحرب العالمية الثانية، ولكن المتابع لسياسة الحركة الصهيونية خلال تلك الفترة يجد أن كل همها انصب لاستغلال هذه الجرائم لتحقيق المصالح الامبريالية في فلسطين من خلال غقامة الكيان الصهيوني ضاربة بعرض الحائط  ما تدعيه من حماية لليهود ومصالحهم. فقد صرح  آنذاك، بن غوريون أول رئيس وزراء الكيان الصهيوني: "  لو كنت أستطيع  إنقاذ جميع الأطفال اليهود من ألمانيا بترحيلهم إلى بريطانيا، أو إنقاذ نصفهم فقط بترحيلهم إلى اسرائيل، لاخترت الثاني"
انطلاقا من كل ذلك تشكلت الحركة الصهيونية ذراعا استراتيجيا للإمبريالية العالمية التي مثلها الاستعمار البريطاني لفلسطين الذي سخر كل جهوده لتمكين الصهيونية من فلسطين من خلال فتح الأبواب للهجرة الصهيونية الى فلسطين فزاد عدد الصهاينة من حوالي 55 آلاف نهاية الحكم العثماني إلى حوالي 650 ألف في نهاية الاستعمار البريطاني،وعمل على تشجيع تدفق راس المال الصهيوني والذي بلغ حوالي 75 مليون جنيه إسترليني في ذلك الحين لا تقل قيمتها حاليا عن 7.5 مليار دولار، هذا بالإضافة إلى تمكينهم من مؤسسات الحكم ومنحهم الامتازات الاحتكارية في الكهرباء والموارد الطبيعية ، وقبل هذا وذاك دعمهم في تشكيل العصابات المسلحه الإرهابية الصهيونية اتي ارتكبت بدعم مباشر من الاستعمار البريطاني الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني قبل وخلال وبعد نكبة فلسطين عام 1948 لتقيم على إثرها دولتها العنصرية المارقه على أشلاء الشعب الفلسطيني حيث ارتكبت وفق ما كشفت عنه المصادر الاتريخية حتى الآن أكثر من 33 مذبحة إبادة جماعية ضد الفلسطينيين ودمرت 531 قرية مما أدى إلى هجرة فسرية  لأكثر من 57%  من سكان فلسطين( حوالي 800 ألف نسم) واستولت على حوالي 78% من الأرض علما بأنها لم تكن تملك في بداية الاستعمار البريطاني أكثر من 6% من فلسطين، ونتيجة للعدوان الصهيوني في حزيران 1967 احتلت القوات الصهيونية بقية فلسطين وسيناء المصرية والجولان السورية، وبالتالي بات الكيان الصهيوني اليوم يسيطر على كل فلسطين في حين هجر مرة أخرى بالإرهاب حوالي نصف مليون فلسطيني.
تشريد الشعب الفلسطيني
وتشير أرقام الإحصاء الفلسطيني  أن عدد سكان جميع الفلسطينيين عام 2010 هو 11 مليون نسمه منهم 4.1 مليون في الضفة والقطاع ، 1.4 مليون داخل الكيان الصهيوني،  والباقي وقدره 5.5 مليون لاجئ  ممن هجروا بقوة الإرهاب الصهيوني سواء في فترة النكبة عام 1948 أو خلال العدوان الصهيوني في حزيران 1967يعيشون في الشتات في المخيمات أو خارجها يضاف لهم اللاجئون المقيمون في الضفة وقطاع غزة وهم حوالي 44% أي نحو 1.8 مليون وكذلك اللاجئون المحرومون من العودة لبيوتهم رغم أنهم يعيشون داخل الكيان الصهيوني وعددهم حوالي 300 ألف نسمة، وهذا بعني أن إجمالي عدد اللاجئين بفعل الإرهاب الصهيوني يبلغ 7.6 مليون أي أن جميع اللاجئين الفلسطينيين يشكلون 69% من الشعب الفلسطيني. ويمكن القول أن أكثر من 70% من اللاجئين الفلسطينيين هم من أصول فلاحيه فقدوا مصدر رزقهم الأساسي وهو أرضهم وزراعتهم، فقد ظلت الزراعة في فلسطينين توفر العيش لثلثي السكان في المتوسط  قبل النكبة وحتى الاحتلال الاسرائيلي عام 1967.
نهب الأرض والمياه
كان الصهاينة لا يملكون قبل النكبة سوى أقل من 8 %  من الأرض الفلسطينية التي أقاموا عليها الكيان الصهيوني( فلسطين 48) والتي تمثل حوالي 78% من جميع فلسطين، في حين كان يملك الفلسطينيون 92% منها ، أما اليوم فقد باتوا الصهاينة ي يملكون بحكم قانون الغاب حوالي93 % ، أي أن فلسطيني 48 البالغ عددهم اليوم نحو 1.5 مليون نسمة أي حواي 23% من سكان الكيان الصهيوني لم يعد يملكون أكثر من 7% أي نحو 1.5 مليون دونم لجميع استخداماتهم السكنية والزراعية والمرفقية.
أما في الضفة وغزة المحتلتين منذ عام 1967 فقد عملت السياسة الصهيونية على  زرعها بالمستعمرات فقد زاد عدد المستعمرين الصهاينه منذ عام 1972 حتى عام 2010 بحوالي 50 ضعفا حيث بلغوا عام 2010 وفقا لمركز الإحصاء الفلسطيني حوالي 518 ألف مستعمر أي حوالي 13% من الفلسطينيين وقد بلغ معدل نمو المستعمرين الصهاينة منذ أوسلو حوالي 3.9 % سنويا وهو ما يزيد عن معدل نمو الفلسطينيين بحوالي 1%،  بل إن معدل نمو المستعمرين الصهاينة قد بلغ  4.9 %  عام 2010 وهو ما يزيد عن معدل النمو السكاني للفسطينيين ب 2% وللصهاينة ب 3% . تشير هذه المؤشرات إلى الخطر الكبير الذي يهدد بجدية إمكانية قيام الدولة الفلسطينية مع استمرارها على ما هي عليه خاصة مع تزايد النهب الصهيوني للأرض الفلسطينية حيث يسيطر الاحتلال الصهيوني أمنيا على حوالي 63% من الضفة و24% من غزة، كما بلغت المساحات التي صادرها الاحتلال الصهيوني لمستعمراته وللطرق الالتفافية في الضفة حوالي 220 ألف دونم، يضاف إلى ذلك النهب الصهيوني للمياه الفلسطينية والمقدر بحوالي 82% وفقا لوزارة الزراعة الفلسطينية.
وثالثة الأثافي في النهب الصهيوني لأراضي الضفة الغربية هو جدار الأبارتهايد التوسعي الذي تضرر منه 171 تجمعا سكانيا والذي صادر أكثر من 49 ألف دونما، في حين بلغت الأراضي المعزوله حوالي 576 ألف كم مربع وعجج الفلسطينيين المهجرين بسبب الجدار 28 ألف، يضاف إلى ذلك عزل ومحاصرة  أكثر من مليون فلسطيني، كما تسبب الجدار بإغلاق حوالي 3400  منشأه.
الخنق الاقتصادي
مارست العنصرية الصهيونية سياسة الخنق الاقتصادي بشكل مخطط وخاصة ضد الفلاحين، ففي المرحلة الأولى للاحتلال الصهيوني وحتى نهاية السبعينات ركزت على سحب العمالة الفلسطيني من الاقتصاد الفلسطيني وعلى الأخص من القطاع الزراعي حيث بات  حوالي ربع إلى ثلث العمالة الفلسطينية تعمل في الاقتصا الصهيوني من خلال أجور أعلى نسبيا من الأجر السائد في السوق الفلسطيني ولكنه لا يتجاوز نصف الأجر في السوق الصهيوني، وقد تمكن الاحتلال من خلال هذه السياسة من تحقيق فائض رأسمالي لاقتصاده من ناحية، ومن ناحية أخرى تفريغ الاقتصاد الفلسطيني وخاصة القطاع الزراعي من العمالة المنتجة الأمر الذي أدى إلى هجر العمل الزراعي وبالتالي تراجع دور  القطاع الزراعي الفلسطيني بحيث انخفض متوسط نسبة السكان الذين يعيشون على هذا القطاع في الضفة الغربية مثلا من حوالي 60%  في عهد الأردن إلى أقل من 40% في ظل الاحتلال.
من واقع هذه السياسة الصهيونية بدأت تتبلور بالتدريج معالم سياسة أكثر عدوانية كان أبرزها التخطيط الاستعماري الاستيطاني الذي كان في المرحلة الأولى خططا سرية  ظهرت على شكل مستعمرات عسكرية أمنية وفقا للإدعاء الصهيوني، لكن الاستعمار الاستيطاني الصهيوني ما لبث أن انفجر بشكل صارخ في المرحلة الثانية منذ نهاية السبعينات وحتى قيام السلطة الفلسطينية، على شكل مستعمرات زراعية وصناعية أخذت تنخر في جذع القطاعين الزراعي والصناعي، وفي نفس الوقت بدأت تتشكل في البلاد حسور التلاقي في المصالح بين بعض المصالح الزراعية والصناعية والتجارية الفلسطينية مع المصالح الصهيونية وهو ما أدى إلى تحطيم القطاع الزراعي الفلسطيني وبالتالي سحق الفلاحين الفلسطينيين وتحويل معظم  القطاعين الصناعي والتجاري الفلسطينيين إلى مجرد اقتصاد من الباطن لصالح الاقتصاد الصهيوني، وقد جاءت روابط القرى وغيرها من التفاهمات الباطنية بين بعض رأس المال الفلسطيني والاقتصاد الصهيوني نعبيرا في ذلك الوقت عن تبعية الاقتصاد الفلسطيني للاقتصاد الصهيوني،
في المرحلة الحالية في ظل السلطة الفلسطينية واصلت السياسة الصهيونية دون توقف حتى خلال  لحظات العسل الكاذبة القصيرة مع السلطة الفلسطينية في بداياتها، منهجها السابق في نهب الموارد الاقتصادية الفلسطينية وتشديد الخناق على الاقتصاد الفلسطيني وفي مقدمته اقتصاد الفلاحين، فاستعر بناء المستعمرات الصهيونية وتواصل التدمير الاقتصادي المخطط  لترسيخ تبعية الاقتصاد الفلسطيني للاقتصاد الصهيوني سواء من خلال التخريب الناعم عن طريق التطبيع أو المشاريع المشتركة والمناطق الصناعية والتبادل التجاري غير المتكافئ في ظل برتوكول باريس الاقتصادي، أو من خلال التدمير المباشر بواسطة حواجز الإفقار وحصارات التجويع وهدم البيوت وتحطيم المزارع والمصنع وخاصة منذ انتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000  حيث قدرت خسائر الاقتصاد الفلسطيني في ذلك الحين بحوالي 10 مليار دولار أي ما يعادل إجمالي قيمة مساعدات الدول المانحة حتى عام 2005 .
الفلاحون والاستغلال الريعي الفلسطيني
سبق وذكر أن المقصود بالفلاحين هم صغار الفلاحين والعمال الزراعيين، أي الفلاح الذي يعتمد لصالح نفسه معتمدا على عمله وعمل أسرته مضافا له العامل الزراعي الذي تكون ملكيته الزراعية هامشية ويكسب معظم معيشته من العمل الزراعي أجيرا عن كبار الملاك الزراعيين. تبلغ نسبة العاملين في النشاط الزراعي حوالي 13.4 % من  القوى العامله في الضفة وغزة، أي حوالي 141 ألف شخص حسب مسح القوى العاملة ،في حين يبلغ عدد الحيازات الزراعية في حدود 112 ألف حيازة وفقا للمسح الزراعي الذي قام به مركز الإحصاء الفلسطيني في العام 2009/2010  الذي لم تنشر بعد نتائجه الكلية، ويقدر عدد سكان الريف الفلسطيني بما لا يقل عن 45% من سكان الضفة، أما في غزة فالمسألة أكثر تعقيدا لأن سكان المدن الكبيرة مثل غزة وخان يونس يعملون في معظمهم في الزراعة.كذلك لا بد من الإشارة إلى أن كثيرا من سكان الريف في الضفة رغم أنهم يعملون في الزراعة فإنهم يعتمدون في جزء مهم من معيشتهم على الدخول الوظيفية أو المهنية المتخصصة أو حتى على المشاريع التجارية.
الناتج الزراعي
يساهم القطاع الزراعي  بحوالي 6% من الناتج المحلي الإجمالي في حين أنه يشغل حوالي 13.4% من القوى العامله الفلسطينية، وهذا يعني أن إنتاجية العامل الزراعي هي حوالي 41% فقط من متنوسط انتاجية العاملين في القطاعات الأخرى, وتفسير ذلك يكمن في الدرجة الأولى في القمع الصهيوني الشديد الذي يتعرض له الفلاح الفلسطيني والذي يتمثل في النهب الصهيوني للأرض الخصبة وللمياه إضافة إلى ضعف الفلاح الفلسطيني في منافسة المنتوج الصهيوني الذي يتدفق على السوق الفلسطيني بموجب بروتوكول باريس الاقتصادي، فالزراعة الصهيونية تعمل وفق أحدث أنواع التكنولوجيا وتتمتع بحماية ودعم حكومي قوي إضافة إلى حجم التمويل غير المحدود المتاح لها بفعل الدعم الامبريالي الهائل للكيان الصهيوني.
في المقابل نجد  الفلاح الفلسطيني يخضع لسياسة فلسطينية يحكمها اقتصاد الريع بشتى أنواعه، الريع العقاري ، الريع الحكومي، الريع التجاري ، وإضافة إلى كل ذلك نجد الاقتصاد السمسري( من سمسرة) يثخن جراح الفلاح في سعيه للمال بأي ثمن، فنجده يحول المنتج الصهيوني إلى فلسطيني ليبيعه في السوق الفلسطينية بل وحتى في الأسواق العربية، بل هو على استعداد أن يشوه المنتج الفلسطيني بخلطه بمنتج شبيه سيئ ويبيعه باسم فلسطين مما يضعف قدرة التسويق لدى الفلاح الفلسطيني وهو ما حدث مع زيت الزيتون الفلسطيني.
 وحتى حين نتحدث عن العمولات في الأسواق الفلسطينية نجد أن الفلاح لا يحصل على أكثر من 40 % من سعر السوق للمستهلك وهو ما لا يغطي في كثير من الأحيان تكلفة جني المحصول فيضطر الفلاح لترك محصوله طعاما للحيوانات كما يحدث مع الباذنجان. بل إن نصيبه المذكور يتعرض مرة أخري للنهب حين نأخذ بعين الاعتبار أن صغار الفلاحين يضطرون للإقتراض بفوائد فاحشة من السماسرة مما يخفض نصيبهم من سعر المستهلك إلى الثلث أو أقل. وكثيرا ما يتعرض سوق المنتوجات الزراعية إلى الانهيار بسبب غياب مؤسسات وطنية كفوءة شفافه متخصصة في التسويق وهذا ما حدث في سعر زيت الزيتون قبل سنتين حين انخفض سعر كغم الزيت إلى حوالي 2 دةلار في حين لا تقل تكلفته وفقا لرأس المال المستثمر عن 8 دولار أمريكي.
صحيح أن تكلفة الانتاج الزراعي في فلسطين غالبا ما تكون أعلى من الأسعار العالمية، لكن هذا ليس ذنب الفلاح بل هو نتيجة حتمية لتشويه العملية الإنتاجية و العملية التسويقية بسبب الاحتلال الصهيوني من جهة ومن جهة أخرى بسبب السياسة الاقتصادية الريعية والسمسرية التي تحكم الاقتصاد الفلسطيني لدرجة وصلت معها هذه السياسة إلى أن تعدل قانون ضريبة الدخل بحيث يصبح الدخل الزراعي خاضعا لضريبة الدخل في وقت نرى فيه الدعم السخي يقدم للقطاع الزراعي من دول عظمى مثل الولايات المتحدة وفرنسا  بل وحتى من الكيان الصهيوني نفسه.
ومن جانب آخر نجد الفلاح الفلسطيني نتيجة كل ذلك معدما من حيث القدرة الاستثمارية بحيث لا زال يحرث أرضه بحيوانت الجر كما كان يفعل أسلافه قبل آلاف السنين في حين نلاحظ الحكم الفلسطيني القائم على تحالف رأس المال الريعي والسمسري يغرق في وهم تأسيس صناعات منافسة في السوق العالمي رغم الاحتلال الصهيوني ويقف مكتوفا أمام معانات الفلاحين المريره  جون أن يحرك ساكنا وهو يرى الأرض الزراعية تهجر وتترك بورا باستثناء حرصه على التقاط الصور التذكارية معهم في مناسبات التين والزيتون.
 
عبر الفلاحين ننتزع النصر     
 
على ضوء  كل ما سبق يمكن القول أن الحركة الفلاحية في فلسطين هي منبع الطاقة الوطنية للتصدي للاحتلال باعتبارها تمثل الأرض والإنسان محل الصراع الفلسطيني والعربي/ الصهيوني من جهة، ومن جهة أخرى هي الطاقة الوطنية القادرة على  هزيمة السياسة الاقتصادية الريعية والسمسرية وبالتالي تحقيق العدالة الاجتماعية قي الحكم الفلسطيني. وحتى يتم تفعيل هذه الطاقة علينا في البداية العمل الجاد والمتراكم  لإحداث تغيير جذري في السياسة الاقتصادية للحكم الفلسطيني بحيث يصبح جوهرها الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ومشاركة القطاع العام بعد تنظيفه من كل أشكال الفساد في العملية الإنتاجية إلى جانب القطاع الخاص بحيث يكون القطاع العام هو القائد والقطاع الخاص هو الرائد، هذه مسألة جوهرية شامله للوطن بكامله ويقع عبئها على عاتق جميع القوى الديمقراطية التقدمية في فلسطين دون انتظار أي مساعدة من  القوى الريعية والسمسرية بل على النقيض  من ذلك حيث سنجد هذه القوى تقاتل بشراسة عن مصالحها وامتيازاتها غير المشروعه .
إلى جانب النضال الديمقراطي المذكور أعلاه، من الطبيعي أن تستشعر  جميع المؤسسات الأهلية الديمقراطية التقدمية العامله في المجال الزراعي،  مسؤولياتها الأساسية في تحفيز الطاقات الكبيرة للغلاحين من خلال ما يلي:
1- العمل الجاد على تجميع هذه المؤسسات في إطار تحالفي موحد لبناء حركة فلاحية وطنية تكون القاعدة الاقتصادية للصمود الوطني. فالصمود العقيقي لا يتم إلا بصمود اقتصادي متين. وتكون مهمة هذا التحالف تأطير الفلاحين للدفاع عن  أرضهم ووطنهم وللتصدي للسياسات الفلسطينية في الريع والسمسره.
2- لبناء قاعدة للصمود الاقتصادي للفلاحين يلزم أن يقوم الإطار التحالفي المذكور في بند  بإنشاء مؤسسة متخصصة ذات كفاءة  وشفافية عاليه للتسويق لقطاع الفلاحين
3- يلزم من الإطار التحالفي مشاركة الفلاحين في مشاريع زراعية على أساس " التشاركيات الجماعية" من خلال إنشاء صندوق تمويلي لدعم الفلاح لا يقل راسماله عن 100 مليون دولار كبداية وهو مبلغ يمكن جمعه بسهولة من رأس المال الفلسطيني والعربي توفرت قيادة منتمية بكفاءة قديرة وصدقية عالية،  وذلك من أجل تمويل 10% من الحيازات الزراعية الفلاحية أي نحو 10 آلاف حيازة بمعدل 10 آلاف دولار للحيازة بحيث يساهم الفلاح  بنسبة بسيطة من رأس المال لا تزيد عن 10 % في حين يحصل مقبل ذلك ومقابل عمله في التشاركية على نسبة كبيرة لا تقل عن 80% من العائد الزراعي الصافي في حين يكون معظم التمويل من التحالف مقابل نسبة متواضعة لا تزيد عن 10% من العائد الزراعي الصافي.
4- يلزم أن يقوم هذا الاطار بتوسيع ساحة المواجهة مع العنصرية الصهيونية وكذلك تشديد الضغط على السياسة السمسارية الريعية الفلسطينيه من خلال التنسيق والتعاون مع جميع المؤسسات والقوى الديمقراطية التقدمية التي تشاركنا فهمنا  لطبيعة العنصرية الصهيونية والاستغلال الاقتصادي الامبريالي.
 
 
******************************************
 
 ** ورقة بحثية قدمت في مؤتمر فيا كامبسينا( عبر الفلاحين) الذي عقد بالتعاون بين  اتحاد لجان العمل الزراعي ومنظمة الفلاحين العالميه  في كلية العروب التقنية، دولة فلسطين المحتلة، نوفمبر 2011